وينقصني أنا وجع آخر أقاصيه ،لم يكن هذا الكتاب مجرد كتاب عابر. كان رواية حياة ومازال وسيظل. لم يكن مثلما كتب هادي يحمد *كنت في الرقة هارب من الدولة الإسلامية * .
كتاب كامل شامل يرهقك أحيانا ليسعدك أحيانا أخرى. تنقم على شخصياته في بعض الصفحات لتحبهم في الصفحات الأخرى، لا يتوانى شراج في اللعب بمشاعرك في جعل قلبك ينبض دقات أمل وفرح وفي المقابل دقات الم وحزن متتالية، لا ينفك شراج في اللعب بمشاعرك، في اللهو بك. باستغلالك واستغلال كل اعصابك كل ما يحيط بك لتتعاطف مع شخصياته لتكرهها لتنبذها لتحتقرها وتعود فتحبها وتحبه وتعشق المغرب وجمال المغرب . رواية لا أقول جاءت في الوقت الخطأ ولكنني سعيدة أنني حظيت رفرصة لقراءتها في هذه الفترة بالذات كنت أتمنى لو كانت الظروف غير الظروف. غير ما هي عليه الآن
جميلون نحن، رائع كيف لكتاب أن يجعلك تعيش هكذا ،أن تغير نظرتك للأشياء والمشاعر والآمال والأحلام والدنيا .جميل كيف للكتب أن تلعب دورا هاما في قلب روحك رأسا على عقب .جميل كيف تتحرر من خوفك من عقدك. من كل ما يحيطك من ألم وشغف وحنين ويأس، جميل ما ينهض بك ما يحركك ما يشغلك ما يبقيك هنا رغم كل شيء صامدا في وجه كل الأشياء رغما عن الأشخاص والأشياء والظروف تحارب بكل ما أتيت من قوة بشغف بوهن بضعف بشدة بوجع تحارب تتحدى تضعف وتسقط وتعاود النهوض كأن شيئا لم يكن. هي أقدار مكتوبة فلماذا الحزن لماذا الألم لماذا الإفراط في التفكير لماذا الحزن على أشياء لا تستحق أن تحزن عليها لماذا التألم والسعادة بأيدينا نحن. نحن فقط من بأيدينا قرار السعادة لا دخل لأي شخص فيما يخصك، وحدتك .وكل ما لك به صلة لا دخل.
يصور شراج كل الرجال خونة. أن لا يوجد شخص في الحياة “يصطاد لربي”مثلما يقول المثل التونسي انه حتى الشهم منهم ذئب صبور ينتظر لحظة مناسبة للانقضاض عليك. يجعلك شراج تندم على كل احترام ذهب سدى من أجلهم ولأجلهم يجعلك تضع نصب عينيك رجلا واحدا فقط أفنى عمره في الحفاظ عليك في تحمل كل شيء لأجلك. شخص واحد صور لك الشهامة اختصر كل الرجال في رجل واحد هو فقط من يستحق هو فقط هو لا يعلم أنه اقترف ذنبا كبيرا في جعلي أميرته المدللة في تصوير الحياة مكانا ورديا جنة أعيش فيها. كان هنا واقفا صامدا يمد يده لا يتركني مازلت فتاة صغيرة بين ذراعيه لم أكبر إلى الآن لم ولن مازلت هنا أركض لاقبله عند عودته بعد يوم من العمل الشاق مازلت أركض، عنده اختبىء عنده يمسح عني كل الوجع. مازلت صغيرة وكبرت فجأة كبرت لدرجة أني لم أعد استوعب قط ما حدث وما يحدث كبرت لدرجة لازلت تحت وقع الصدمات بكل ما كان ولا زال إلي اليوم يسكنني فجأة مر العمر خريفا في لحظة تكتشف أن كل شيء داخلك ينبض للغير أنك لم تكن تنبض لذاتك أنك كنت تداوي تواسي وتقف جانبهم وتتحمل وتتحمل وتتحمل دون رد أي فعل كنت نعم ولن تكون مجددا تعلمت منهم أن عمرك ضاع هباءا لأجلهم لأجل اسعادهم وهم لا يستحقون لا أحد خاصة أولئك الأقرباء الذين لا يأتيك الخذلان إلا منهم أولئك الذين يضحكون في وجهك يبتسمون لك ويقيموا وراءك حفلات شواااء على صحتك نخبهم أنت وحديثهم أولئك المنافقون الذين لا يستحقون ولو أن تذرف حرفا من اجلهم لكنك مجبر على الإنتقام . من كل من كذب وكان وغدر واستغل وتحدث غيبا وننافق مجبر على إعادة الإعتبار لذاتك لروحك لقلبك لوقتك لمشاعرك لتجاوزهم لدفنهم داخلك ولفظهم خارجا كأنهم لم يكونوا يوما ما هنا جزءا منك