يأتي هذا العمل ضمن مشروع دار المقدمة الفكري. حيث يُطل على القارئ عبر بوابة سلسلة مرايا للتربية. هذا الكتاب الذي يأتي كأساس لسلسلة من الكتب المُحكمة التي تم اختيارها بعناية لتجيب على الكثير من التساؤلات في المجال التربوي. ولتملا فراغاً ظاهراً في المكتبة العربية في هذا المجال. كان لابد من إطلالة تاريخية على تاريخ التعليم الحديث في الدول العربية بشكل عام وتونس بشكل خاص فكان كتاب الدكتور المحسن الجيلاني منطلق ننطلق منه للتقييم. بعد هذا العمل أصدرت الدار كتاب اضطرابات التعلم مظاهرها وعواملها النفسية وسبل تجاوزها. هذا العمل جاء نتيجة بحث أكاديمي وممارسة ميدانية للدكتورة سماح البرادعي ليغوص داخل عوالم عدة ويجيب على الكثير من الأسئلة سواء لدى الولي والمربي والتلميذ … إذ يمكن اعتبار هذا العمل أداة بحث وأداة عمل، وهو موجه بالأساس إلى تلاميذ المرحلة الابتدائية الأولى. بعدها أصدرت الدار كتاب في غاية من الأهمية بعنوان أنسنه المدرسة، التربية على التوجيه وتنمية الذات. للدكتور محرز الدريسي، هذا العمل يُجيب أيضا على الكثير من الأسئلة ويضع الأصبع على الكثير من الجروح والمُعوقات التي حالت إلى حد الساعة دون أن تتحول مدارسنا إلى أنيسة وصديقة للتلميذ…. كتاب يناقش إشكاليات عديدة ومهمة لعل أبرزها غياب التوجيه الجيد مما يحول دون معرفة إمكانيات ومواهب التلاميذ….. لم تكتف الدار بذلك بل اتجهت بجرأة إلى طرح موضوع لا يزال يعتبر حساساً لا يجب الخوض فيه، وهو إدماج التربية الجنسية في البرامج التربوية للدول العربية، في هذا الإطار أصدرت الدار كتاب دراسات واراء حو التربية الجنسية في تونس والبلدان العربية. كتاب يتناول موضوع في غاية الأهمية ومن جوانب متعدد شارك في تأليفه مجموعة من الباحثين الأكاديميين …. بعد هذا العمل ولتكتمل الصورة كان لابد من كتاب يطرح اشكال كبير أيضا في جامعتنا العربية، وهو غياب منهجية موحدة لكتابة الرسائل الجامعية، مما يطرح العديد من الإشكاليات…. تناول هذه المسالة كاتب أفنى عمره في الجامعة العربية ويعتبر أحد رموزها، الدكتور إبراهيم جدلة الذي أراد عبر كتابه “مناهج البحث في علم التاريخ وكتابة الرسائل الجامعية”. سيلاحظ القارئ انطلاقا من الكتب التي أصدرتها الدار بأن مشاكلنا في المجال التربوي هي مشاكل كبيرة وعديدة، تبدأ من السنوات الأولى في المدرسة لتتخذ نسقاً تصاعدياً مع الهدر المدرسي إلى الجامعة بشكل يفوق المعدل الطبيعي، وهذا ما يحول دون وجودنا أولا على طريق التنمية ….. إن الغاية من هذا المشروع الفكري للدار هو المساهمة بشكل أو باخر في اصلاح المنظومة التربوية، عبر إصدار كُتب لمؤلفين فاعلين داخل المؤسسة التربوية يعرفون خباياها مِمّا يُؤهلهم إلى طرح المشكلة والحل في آن واحد. اعتقد أنه آن الأوان للعمل والاستفادة من كل مقترح جدي يهدف الى تحسين منظومتنا التربوية لأنها هي مفتاح التحاقنا بركب التنمية …..

عزيز شراج