النساء و المعرفة الدينية مواضيع للقول أم ذوات فاعلة؟

25,000 د.ت Original price was: 25,000 د.ت.20,000 د.تCurrent price is: 20,000 د.ت.

مثّلت النساء مواضيع أثيرة لدى العلماء فتحدّثوا عن منزلة
النساء في القصص القرآني وتوسّعوا في ذكر الأحكام التي تخصّهن
واهتمّوا بسير زوجات الرسول وتراجم المحدّثات والصحابيّات
والتابعات والزاهدات والمتصوّفات وغيرهنّ. وسعى أهل الإفتاء
وأصحاب النوازل، بدورهم، إلى تقديم تصوّراتهم وآرائهم بشأن
«قضايا النساء » في عصرهم. ولم يفت المؤرّخين والرحّالة وغيرهم
الإشارة إلى المعتقدات المتداولة بين النساء وانتقاد أنماط تديّنهن
وممارساتهنّ وأشكال حضورهنّ في الفضاء العامّ، خاصّة في
الاحتفالات الدينيّة.
غير أنّ كلّ هذه الخطابات، على اختلاف أجناسها، لم تتح
لجميع النساء فرص التعبير عن فهمهنّ لبعض الآيات أو الأحاديث
أو الأحكام أو أن يجادلن العلماء بل طُلب منهنّ الإذعان والتقبّل
والعمل بما جاء على ألسنة العلماء. وقد يفسّر هذا الموقف بالبنية
الذهنيّة السائدة إذ كان تبخيس آراء النساء أمرا مألوفا إذ أنّ «من
العجب أنّ الرجل الذي لا بأس بلبّه ورأيه أن يرى رأي المرأة 1» ذلك
1 ابن المقفع، الأدب الكبير، في: آثار ابن المقفع، دار الكتب العلمية، بيروت، 1989 ، ص. 271 .
النساء والمعرفة الدينيّة
مؤلف جماعي تحت إشراف أ. د. آمال قرامي
دراسة
292
تونس 2024
978-9938-9736-7-9
Simpact
7 6
المخلوق الذي خلق من الضلع الأعوج ونسبت إليه الثقافة مجموعة
من الصفات كالضعف والجبن والعاطفة والفو 􀘹ضى… وقد ترتّب عن
ذلك أن صارت الخطابات الدينيّة ‘’الرسميّة’’ ممثّلة، في الغالب،
لتصوّرات الرجال وآرائهم وطرائق فهمهم والمعايير الذكورية التي
تواضعوا عليها. وقلّما تساءل أصحاب هذه الخطابات عن مدى
أهميّة فهم كيفيّة تمثّل النساء لله والرسول والدين…، ووجاهة
التدبّر في مواقفهنّ من الأحكام التي تخصّهن ورصد خصوصية
تجاربهنّ الدينيّة وجدوى الإصغاء إلى خطاباتهنّ حول العبادات
والطقوس ومكانة الروحنة في حيواتهنّ.
والواقع أنّ طريقة احتكار «الشيوخ » إنتاج المعرفة الدينيّة
وتسييجها لا تختلف عن طريقة تعامل سائر العلماء في مجالات
علميّة أخرى وفي ثقافات متنوّعة إذ ظلّ منع النساء من تلقّي معرفة
دينيّة متخصّصة ومعمّقة معمولا به في ديانات أخرى كاليهوديّة
والمسيحيّة وغيرها، وأبدى رجال الدين رفضا شديدا لتولّي النساء
مناصب علميّة في المؤسّسات التعليميّة الدينيّة. ولم يختلف
الأمر بالنسبة إلى مجالات أخرى كالفلسفة والطبّ والفيزياء وعلم
التشريح وغيرها.
ثمّ سرعان ما تغيّر الوضع بعد التحوّلات التي مرّت بها
المجتمعات الحديثة، فارتفعت أصوات النساء المطالبات بالحقّ
في تفسير النصوص الدينيّة والاعتراف بشرعيّة تأويلاتهنّ، وبرزت
المتخصّصات في الدراسات الدينيّة الكاثوليكيّة والبروتستانيّة،
وظهرت اختصاصات جديدة أسّستها الدارسات كالثيولوجيا
النسائيّة والنسويّة الدينيّة 2 وغيرها، وازدهر الإنتاج المعرفي الديني
النسائي

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “النساء و المعرفة الدينية مواضيع للقول أم ذوات فاعلة؟”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *